عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، جلسة حوارية موسعة مع عدد من رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية، أجاب خلالها على العديد من التساؤلات المتعلقة بملفات سياسية واقتصادية وخدمية وتنموية هامة.
وخلال اللقاء، أكد رئيس الوزراء أن مصر ثابتة على موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى امتلاك الدولة خططًا متعددة للتعامل مع أي تطورات أو ضغوط محتملة، مع العمل في الوقت نفسه على توفير الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وفي الشأن الاقتصادي، أوضح مدبولي أن استمرار الحكومة في تنفيذ الإصلاحات خلال العامين المقبلين سيُسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وزيادة معدلات النمو، لكنه لفت إلى ضرورة وضع الظروف الإقليمية والتحديات العالمية في الاعتبار. كما تطرق إلى ملف الغاز الطبيعي، مشددًا على أن الدولة استعادت مستويات الإنتاج الطبيعية من حقل ظهر بعد تسوية مستحقات الشركاء الأجانب، مع توقعات بزيادة الإنتاج خلال عامين أو ثلاثة.
وفيما يتعلق بالتواصل مع المواطنين، أشار رئيس الوزراء إلى أنه يتابع يوميًا ما يُنشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب تقارير دورية تُعرض عليه، فضلًا عن منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة التي تُعد قناة أساسية للتفاعل مع المواطنين.
وتحدث مدبولي عن جهود الدولة في صعيد مصر، مشيدًا بحجم المشروعات التنموية المنفذة خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي وصفها بأنها غير مسبوقة، مع التأكيد على ضرورة بذل المزيد من العمل لتحسين الخدمات وإتاحة فرص العمل للشباب.
وفي ملف ضبط الأسواق والأسعار، شدد على أن الاقتصاد الحر هو الآلية الأساسية، مع أهمية دور المواطن في دعم الأجهزة الرقابية بالإبلاغ عن أي ممارسات احتكارية نظرًا لاتساع حجم منافذ البيع.
أما عن قطاعي الإعلام والثقافة، فقد أكد مدبولي أن هناك تكليفًا رئاسيًا واضحًا بمشاركة جميع المؤسسات الإعلامية في وضع خارطة تطوير الإعلام، من خلال لجنة وطنية مستقلة، مع الاهتمام بملفات الدراما والمسرح والسينما.
وتطرق رئيس الوزراء إلى ملفات خدمية وتنموية متعددة، أبرزها:
الصحة: نفي انسحاب الدولة من القطاع الصحي، مشيرًا إلى إجراء 2.8 مليون عملية جراحية على نفقة الدولة بتكلفة زهيدة للمواطن، إلى جانب تفعيل منظومة التأمين الصحي الشامل.
التعليم: التوسع في إنشاء الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، وتطوير التعليم الفني، وخفض كثافات الفصول.
الزراعة: جهود استصلاح الأراضي الصحراوية عبر مشروعات عملاقة للبنية التحتية والمياه، لدعم الأمن الغذائي وتشجيع القطاع الخاص.
الإسكان: معالجة مشكلات الإيجارات القديمة، والحفاظ على الطابع العمراني لمنطقة وسط البلد، إلى جانب إنشاء مدن جديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة.
الدعم: العمل على الانتقال التدريجي من الدعم العيني إلى النقدي بعد استكمال قاعدة بيانات دقيقة.
قناة السويس: تأثر الإيرادات مؤقتًا بالظروف الجيوسياسية، مع تحسن نسبي مؤخرًا.
البكالوريا: إتاحة النظام الجديد اختياريًا بجانب الثانوية العامة لمرحلة انتقالية.
الذكاء الاصطناعي: إدخاله في المناهج الدراسية بدءًا من العام المقبل بالتعاون مع مؤسسات يابانية.
وفي ختام الجلسة، شدد رئيس الوزراء على أن الدولة المصرية تتحرك وفق رؤية واضحة لمواجهة التحديات، وتضع المواطن في قلب أولوياتها، موجها الشكر لرؤساء التحرير، ومؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات ستتكرر بانتظام لمزيد من التفاعل والنقاش.